بقلم د. عدنان القاضي
قد يستغرب بعض القراء من طرحي لهذا الموضوع، كونه يخص بالدرجة الأولى الكبار البالغين! كيف يمكن أن نتلمس ميول الأطفال نحو مستقبلهم المهني وهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة الوعي الكامل والإدراك السليم لقضايا مجتمعهم ورؤاه؟ وهل لدى الأطفال القدرة على إظهار سلوكات متميزة وأداءات رفيعة نستطيع من خلالها الجزم بوجود اتجاهات هي أقرب إلى دائرة المشروعات الصغيرة؟ وما الأدوات التي نتنبوأ في ضوء نتائجها بما ستؤول إليه قراراتهم المصيرية؟
إن الأسرة الحصيفة تستثمر استعدادات أطفالها وقدراتهم، فهم يبدأون بالميول فالاهتمامات ثم الموهبة وأخيرا الإبداع الذي بدوره يحدد شكل مستقبلهم المهني والمتمثل نوع الوظيفة ومستواها سواء كانت حكومية أو خاصة أو شخصية غير معتمدة على مؤسسة ينتظر راتبها مع نهاية الشهر.
وعليه لابد من البدء منذ الصغر باكتشاف والتعرف على ملكات الأبناء ومواهبهم الكامنة وانتاجاتهم الخلاقة مقارنة بعمرهم الزمني، ومستندين بمعايير ومؤشرات التفوق الموجودة لدى معلمي الموهوبين في المدارس، وضرورة التنوع في أساليب التربية والتوجيه واختيار طرق مبتكرة في تعليمهم ومذاكرة الدروس، وتهيئة المواقف بالتعاون مع المدرسة وبقية أفراد الأسرة والعائلة والأصدقاء لإيجاد محكات توسع معارفهم وتذكر قيمهم وتطور مهاراتهم وتجود ابداعاتهم، وتوفير الفرص للتجريب والمحاولة والخطأ والاستقصاء والسؤال والتنقل من مجال إلى آخر بحثا عن الذات أولا ومن ثم الترسية على مجالات معينة للتخصص والتعمق فيها، بحيث ترسم له طريقا يوصله إلى ما يريد إنجازه على المستوى المهني الوظيفي.
____________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق